للعلاقة الجنسية بين الأزواج مقاييس خاصة تحكمها.. لا يمكن أن توجد قاعدة واحدة تحكمها من حيث مدتها، ومواعيدها، أو حتي تتحكم في سيرها، لكن القاعدة الثابتة فيها الاعتدال أي لا نصل بها إلى حد البرود والتجاهل، ولا تشرد بنا لنصل إلى حافة الشره الجنسي.. لأن كلاهما خطر على العلاقة الزوجية فالبرود في العلاقة الجنسية له نفس الآثار النفسية السيئة في حالة الشره الجنسي، ولأن الأمل في العلاقة الاعتدال فإن الخروج عن ذلك الخط دائما يكون ورائه أسباب تتجاهلها أحيانا فتهزمنا.. ونتذكرها أحيانا آخرها.
من خلال مجموعة أسئلة طرحناها على الدكتور حسام حسن –مدرس طب وجراحة أمراض الذكورة والعقم نستطيع من خلالها أن نحدد موقفك بين البرود والشره وتصل بنفسك دون حاجة للآخرين إلى المنطقة الدافئة.
ما هو المعدل الطبيعي لحدوث العلاقة الزوجية؟
المعدل الطبيعي لحدوث العلاقة الزوجية يكون في حدود ثلاث إلى أربعة مرات أسبوعيا وذلك في سن الشباب وغير المصابين بأي أمراض تمنعهم من إجراء العلاقة أو لزيادة في حدوثها، ويمكن أن تقل العلاقة عن هذا المعدل الطبيعي بسبب عدة عوامل بعضها نفسية وبعضها عضوية، وقد تزيد عن ذلك أما إذا زادت فيطلق عليه ما يسمي بالشره الجنسي.
ما هي العوامل التي تؤدى إلى قلة العلاقة الزوجية؟
أولا العوامل النفسية حيث تكون العلاقة بين الطرفين غير سليمة كما قد يكون للمرأة دور في ذلك فجاذبية شكل الزوجة والملابس التي ترتديها والعطر الذي تضعه قد تكون أسباب في بعد الرجل عن زوجته وتقلل من عدد مرات حدوث العلاقة، فبالنسبة للرجل الموضوع متعلق بالناحية الجسدية أكثر من كونه متعلق بالإحساس.
كذلك الظروف المحيطة بالعلاقة كضغط العمل الذي يواجه كلا منهم في حياته اليومية خاصة الرجل مما يسبب له القلق وبالتالي تجاهل العلاقة معهما حيث تظهر الدراسات إلى 2 من 3 مصابين بالاكتئاب يعانون من فقدان الشهية نتيجة عدم التوازن في كيميائية الدماغ الحيوية كما أن هناك أسباب عضوية تؤدى إلى عدم رغبة الزوجين في إقامة علاقة جنسية.
ما هي الأسباب العضوية التي تؤدى لعدم الرغبة في العلاقة؟
مع تقدم السن يقل مدى الإقبال على العلاقة وذلك بشكل واضح فنجد أن الناس فوق الـ 60 يقوموا بها مرة كل شهر نتيجة سن اليأس المرتبط بالنساء وانقطاع الدورة الشهرية، كذلك الاجهاد والأمراض الجسدية تؤثر على قلة العلاقة مثل الالتهاب المفصلي في الظهر أو الحوض وقد يفيد هنا تناول مسكن للألم قبل الجماع بـ 30 أو 40 دقيقة، كذلك عند الإصابة بمرض السكر والضغط، أو الأمراض التي تتسم بالنزيف والألم عند الزوجة كالالتهابات والجروح الناتجة عن الممارسة الخاطئة للعلاقة، كما نجد أمراض نمنع فيها الممارسة بالأمر وذلك عند إصابة أحد الطرفين بمرض ينتقل عن طريق الجنس، كالزهيري، الإيدز الالتهاب الكبد الوبائي [B] و[C] خاصة في التطور الحاد للمرض حيث تمنع الممارسة تماما لأن العدوى تكون أسهل وأسرع في الانتقال.
ما هي أسباب الشره الجنسي؟
الشره الجنسي مرض مشهور إلا أنه منتشر بين الرجال أكثر من النساء وذلك بنسبة 65% للرجال لأن قصة الجنس قائمة على طلب الرجل دائما، فمعظم السيدات تعاني من قلة الرغبة إلا أن هذا المرض موجود لدى السيدات غير أصحاء نفسيا، لأن هذا يعد مرض نفسي أكثر من كونه إشباع جنسي.
هل أسباب الفتور تختلف من الرجل للمرأة؟
نعم، فأسباب الفتور الجنسي لدى المرأة تختلف عن الرجل فالمرأة قد يكون الفتور ناتج عن استعمال طريقة غير مريحة لمنع الحمل، فحبوب منع الحمل التي تحتوى على نسبة عالية من البروجسترون يمكن أن تخفض الرغبة الجنسية، أو يكون ناتج عن الانشغال بالطفل حيث إن التوازن الهرموني عند المرأة يتغير بعد الولادة فالرضاعة مثلا تسبب جفافا مؤقتا في المهبل وانزعاجا بسبب ارتفاع هرمون الحليب وهذا ما يجعل الجنس أقل جاذبية لدى المرأة في هذه الفترة.
وقد يكون الأمر راجع إلى الألم الذي يحدث أثناء الجماع والناتج عن جفاف المهبل، تقلصات عضلات جدار المهبل بشكل لا إرادي عند البدء في العملية الجنسية، أو نتيجة التهاب المهبل الضموري والذي يحدث مع دخول المرأة سن اليأس، حساسية المهبل، أو المنطقة المحيطة به بعض الملابس أو الأدوية، التهاب المجاري البولية، ، الأورام الليفية بالرحم، الأكياس المبيضة وتدلي الرحم.
ما أسباب إصابة الزوج بالفتور؟
وبالنسبة للرجل فيحدث الفتور نتيجة للضغوط التي يواجهها الرجل من الإعلام عندما يقدم له صورة للرجل القوي والجاهز دوما وذلك يتوقع من الرجل أن يكون قادرا دائما على الأداء الجنسي الرائع في أي وقت مهما كانت ضغوط عمله.
كذلك الرجال الذين يعانون من مرض الضعف الجنسي يتحاشوا العملية الجنسية تماما وذلك عندما يحاولوا مرة واثنين ولا يعرفوا فلا يقبلوا على العلاقة مرة ثانية، بالإضافة لمن يعانون من سرعة القذف قبل البدء في العلاقة الحقيقية فيحدث نوع من الحرج الذي يدفع الرجل لترك العلاقة.
هل هناك أدوية تؤثر على الرغبة الجنسية وتحد منها؟
نعم، هناك بعض الأدوية التي لها مردود على الرغبة في ممارسة الجنس مثل مضادات الاكتئاب التي تسبب فقدان الرغبة الجنسية والجفاف المهبلي وصعوبة الوصول إلى النشوة عند المرأة أما عند الرجل فتسبب مشاكل في الانتصاب وتؤدى إلى حدوث قذف متأخر وفقدان للرغبة في العلاقة، بالإضافة إلى المهدئات وبعض أدوية القلب والضغط خاصة التي تقلل الضغط عن طريق المخ لأنها تقلل الإشارة الموصلة للمخ.
هل توجد رياضات لها تأثير سلبي على القدرات الجنسية للرجل والمرأة؟
يجب أن نتفق أن هناك ممارسة خاطئة للرياضة قد تحدث على سبيل المثال بعض السيدات التي تأخذ هرمونات رجولة لعمل كمال الأجسام تقلل هذه الهرمونات من الرغبة الجنسية لديهم وقد تصل بالأمر إلى إحداث تشوهات في الجهاز التناسلي للمرأة، كذلك الأمر في الرجال عندما يقبلوا على تناول هرمونات بناءة تحدث سرطان في الكبد لأن الهرمون يكسر في الكبد ويحدث سرطان في الجسم مما يوقف عمل الأعضاء التناسلية عند الرجل.
ما هو المخرج؟
في حالة قلة عدد مرات العلاقة لابد أن نعالج السبب سواء كان ناتج عن مشكلة نفسية أو اجتماعية تحدث خجل في العلاقة، أما في حالة الشره الجنسي فلا يوجد طريقة لعلاجه لأنه يعد نوع من الأمراض النفسية التي لها علاقة بالتربية وصدمات الحياة الأولي كذلك هي مرتبطة بأول تجربة جنسية وإذا أدي الشره إلى إحداث مشاكل يمكن هنا اعطاء الفرد بعض الأدوية المهبطة للرغبة الجنسية ولكن لابد أن تعطي تحت إشراف الطبيب.