أعيش في وحدة


أعيش في وحدة
أعيش في وحدة
تحب المرأة أن تعيش وسط أحبائها وسط أفراد أسرتها و عائلتها و أطفالها، أن تشاركهم أفراحهم و أحزانهم و هم كذلك يشاركونها سعادتها و أوقاتها السعيدة، إلا أن المرأة في بعض الأحيان تحس بأنها و حيدة في هذا الكون الكبير رغم وجود أقربائها أو زوجها أو والديها، تجدها تحس بعدم الرضا عما هي فيه.

ويرجع هذا الشعور بالوحدة لعوامل نفسية تجعل المرأة تفقد الثقة في من حولها، وحتى في أقرب الناس إليك، و هناك عدة عوامل تزيد من هذا الشعور عند المرأة، وهو إحساسها بعدم الرضا عن نفسها، و شكها الدائم في من حولها في صديقاتها و زوجها ، وهذا يزيد من تعقيد الأمور، فكلما فقد الشخص ثقته في من حوله ، يفقد معها إحساسه بالأنس بجانبه، كما أنه يحس بعدم الأمان إلى جانب هؤلاء الأشخاص، هناك سبب أخر يقوي الشعور بالوحدة وهو  شعور بأنك غير مرغوب فيك، أو الشعور بأن الناس غير سعداء بوجودك , في هذه الحالة لن تتمكن من إنشاء علاقات حميمة معهم و ستشعر بالوحدة حتى في وجودك مع ألاف من الناس وعندما يفقد الشخص الإحساس بالأمان مع محيطه فهنا يكمن مشكل كبير يجب الوقوف عنده و معرفة مكامن الخلل فيه ،فليس من السهل على الإنسان أن يفقد الثقة في أعز الناس إلى قلبه و أن يشعر بالقرب منهم بالوحدة، وهنا من الضروري تدخل الطبيب النفسي، فهو الوحيد القادر على معرفة المشكلة الحقيقية الكامنة وراء هذه الأحاسيس.

فالإنسان اجتماعي بطبعه يحب أن يكون محاطا بالناس، و لا يشعر بالسعادة إلا بالقرب منهم، فمن الأكيد أن الشخص الذي يحس بالوحدة يعيش في صراع نفسي داخلي كبير جدا يؤثر على حياته اليومية و عطاءاته، فهو شعور مميت بالنسبة للشخص المصاب به, فهو يشبه ذلك الجسد الذي يخلو من الروح.

و يمكن للإنسان محاولة التخلص من ذلك الشعور القاتل عن طريق القيام ببعض المشاريع التي تشجع على  العمل كفريق واحد، لأنه عندما يدخل الشخص في مثل هذا النوع من المشاريع سيكون مضطرا  إلى مشاركة أرائه و أفكاره و أيضا مخاوفه إزاء جوانب المشروع مع أشخاص آخرين، و من الممكن أن يكون مجبرا أيضا على حضور اجتماعات بشكل منتظم لمناقشة المشروع, و يمكن لبعض هذه الأعمال أن تعمل على تخليصك من الشعور بالوحدة.

شاركنا