الإقناع والفهم والتواصل.. طرق لرفض الابتزاز العاطفي


womean eatتلجأ كثير من النساء إلى ابتزاز الزوج عاطفيا لتلبية طلباتها تحت تأثير قوي باستخدام الاحاسيس والمشاعر، والجميع تعرض لهذا النوع من الضغوط التى يستخدمها الطفل أيضاً كسب اهتمام أمه وجذب انتباهها لكن لحسن الحظ، هناك خطوات تساعدنا على مواجهة ذلك بأنفسنا، من دون اللجوء إلى مساعدة خارجية.
ويعرف الخبراء الابتزاز العاطفي بأنه شكل من أشكال التلاعب، والشخص الذي يبتزنا يعي جيداً أننا نتوق للحفاظ على علاقتنا معه، ويستغل ذلك لتحقيق منفعته الخاصة ، غالبا لا يعرف ماذا يريد، لكنه مقابل ذلك يعرف كيف يجبرنا على تنفيذ طلباته، يعرف كيف يُدخلنا في حلقة مفرغة حيث نسعى بكل قوانا لتنفيذ رغباته، حتى لو كانت تافهة وغير واقعية.
وبحسب جريدة “القبس” فإن التقنية المعتادة التي يستخدمها مثل هؤلاء الناس هي ما يوصف بكلمة “فوج – Fog” وتعني الضباب بالعربية ، هذا الوصف الخاص بالابتزاز العاطفي أطلقته العالمة النفسية الأميركية سوزان فوروورد، صاحبة الكتاب الذي يحمل الاسم ذاته والذي حقق مبيعات كبيرة. إلا أن مختصر كلمة «فوغ» هنا لا يعني الضباب بل شيئا آخر: «الخوف، الالتزام، الذنب» Fear,obligation,guilt
وهي ثلاثة مشاعر يحاول الشخص المبتزّ إثارتها فينا، حيث تفسّرها فوروورد على الشكل التالي “الشعور بالخوف بأننا لن نتوافق معه، والشعور بالالتزام لتنفيذ مطالبه، والشعور بالذنب بأننا لن نتمكن من تحقيق ذلك”.
وذكرت الكاتبة أن الحلقة المفرغة المذكورة قد تبدو على الشكل التالي: الشخص المتلاعب يطلب شيئا ما “اشتر لي حذاء جديدا”، وعندما ترفض الضحية ذلك، يبدأ بالضغط ” إذا كنت تحبّني، فاشتر لي الحذاء الجديد” ، ويتصاعد الضغط ويترافق مع التهديدات “إذا لم تشتر لي حذاء جديدا، فسأتركك”، وبالتالي ترضخ الضحية للطلب في نهاية الأمر. بعدها يعد الشخص المتلاعب العدّة لطلب جديد، ويتكرر هذا الأمر بشكل مستمر.
أنواع الاستفزازوتوضح الكاتبة سوزان فوروورد أربعة أنواع من الابتزاز العاطفي والتي يمكن أن تتناسق في ما بينها، حيث يمكن أن يكون لشخص واحد أكثر من وجه ، وإذا تواجهتم مع شخص مبتز وأردتم تحديد علاقتكم به، حاولوا في البداية تحديد المواصفات التي تنطبق عليه.
1 – المعاقب: يقول بوضوح ماذا يريد، وبماذا يهدد إذا لم يحصل عليه ، مثال على ذلك الزوجة المذكورة أعلاه والراغبة في حذاء جديد، أو الطفل الذي يهدد بالهروب من المنزل.
تكتب فوروورد في هذا السياق: كلما كانت العلاقة وطيدة، كان في الرهان شيء أكبر، مما يعني أننا نكون مستعدين أكثر للرضوخ ، وتندرج في هذا السياق أمثلة جدية وخطرة جدا، حيث يهدد «المعاقب» ضحاياه بالعنف الجسدي ، وهنا حاجة لطلب المساعدة من اختصاصيين.
2 – معاقب نفسه  : ما يحيط بهؤلاء الأشخاص هو «جو الدراما والهستيريا والأزمة». ولديهم ميل نحو الاعتماد العاطفي ويحتاجون دائما للتأكيد بأنهم محبوبون. لديهم مشكلة في تحمل مسؤولية أنفسهم، وهم كالطفل الكبير. في أسوأ الحالات يهددون بالانتحار.
3 – المعانون : يحمّلون الآخرين مسؤولية مآسيهم. لا يقولون بوضوح ماذا يريدون، فالضحية يجب أن تعرف ذلك لوحدها، وإذا لم تتمكن من ذلك، يستمر الاتهام لها بأنها لا تبالي بهم. لا يغفرون لكم حقيقة أنكم لا تجيدون قراءة الأفكار بل على العكس تماما، فهذا يعني« بأنك لا تفهمني، لست مكترثا بي، لا تريد مساعدتي».
4 – المعذّبون : يجب على ضحاياهم أن “يخضعوا لامتحان”. يعد المعذّبون بالحب، المال أو شعور السعادة كمكافأة مقابل التصرف الجيد، عندما نفعل ما يريدون، نحصل على ما نريد نحن، حتى لو كان ذلك أمرا بديهيا، كالقبول بالطرف الآخر شريكا، أو الجنس الزوجي.
خطط للتعامل
وقدمت الكاتبة أربع نصائح استراتيجية للتعامل مع الأشخاص المبتزين عاطفيا ، مشيرة إلى أنها تكون مُنهكة من الناحية النفسية. ففيها ينتظركم شعور الذنب والمسؤولية، وستتعرض ثقتكم بالنفس إلى صفعة تلو الأخرى، وسينهار احترامكم لذاتكم. الحل يبدو سهلا: أزيلوا الشخص المتلاعب من حياتكم..لكن ماذا لو شعرتم، رغم كل ما جرى، بأنكم تحبونه فعلا؟
لقد وضعت سوزان فوروورد استراتيجية حول كيفية التصرف إذا لم نكن راغبين في فقدان الشخص المتلاعب نهائيا. يمكن، وليس بالضرورة، أن تنجح هذه الاستراتيجية، لكن في النهاية ستتمكنون من انقاذ علاقتكم.
1 – فهم دون إعطاء مبررات : المبتزّون عاطفيا ليسوا أشخاصا عقلانيين ولا يتصرفون بشكل منطقي. وتفيد فوروورد في هذا السياق «بأنهم في الغالب أشخاص يشعرون منذ زمن بعيد، ولسبب ما، بالضيق وحالة من عدم الطمأنينة. ربما عانوا في الماضي من الإحباط، ويحاولون اليوم تعويض ذلك».
لا تبرروا أفعالهم، بل حاولوا فهم دوافعهم. ولا تنسوا في الوقت نفسه بأنه «عندما يدّعون بأن الأمر يتعلق بكم، فانه في حقيقة الأمر لا يتعلق بكم أبدا». ان الشخص المبتزّ يحاول العثور على ضمانة ما وأنتم مجرد وسيلة لذلك. لستم مسؤولين عن حياته وقراراته.
2 – أرفض التلاعب : إجمعوا كل شجاعتكم للخروج من الحلقة المفرغة. أجلسوا بهدوء وحددوا معاييركم وحدودكم الذاتية. حدّدوا الأمور التي أنتم مستعدون للقيام بها من أجل الشخص المتلاعب بكم، وما الأمور التي فاقت كل الحدود. أذكروا القرار بصوت عال أو اكتبوه.
3 – لا تدافعوا عن أنفسكم : تحدثوا مع الشخص المبتزّ بشكل حيادي، وموضوعي، ومن دون عواطف. فهو يعتمد على تلك العواطف، ولا يجب عليكم بالتالي صب الزيت على النار. من الأفضل أن تقولوا: يؤسفني أنك غاضب. أنا أفهم كيف تشعر. هكذا تفاجئونه وفي الوقت تجردونه من سلاحه الأقوى.. النفي.
4 – تواصلوا : قولوا لهذا النوع من الناس أين حدودكم، وما الأمور التي لا تعجبكم في العلاقة؟ تمسكوا بأفكاركم وتحصنوا ضد الاتهامات التي ستُفرض عليكم. امنحوهم وقتا للتفكير. واقترحوا عليهم فترة لكي يهدأ كل منكم ومن ثم تحدثوا.
يمكنكم أن تعرضوا عليهم مساومة مفادها أنهم لو حاولوا تغيير تصرفاتهم، فانكم ستتغيرون أيضا. حاولوا إيجاد موازنة بين طلباتكم واللحظة التي تكونون مستعدين فيها للتراجع. قولوا لهم انكم لستم مستعدين لحل مشاكلهم بالنيابة عنهم، لكن يمكنكم مد يد المساعدة لهم. جربوا أسلوب الأسئلة : ماذا لو… ؟
باختصار: تصرفوا بهدوء وببرودة أعصاب، كونوا مباشرين وشجعانا. وإذا لم يكن ممكنا حتى من خلال هذه الطريقة

إقناع الشخص المتلاعب بأنكم راغبون في التغيير، أو ان الوضع أصبح خطرا للغاية، سيكون من الأفضل عندئذ البحث عن مساعدة اختصاصي.

شاركنا