هل الحب في خريف العمر ممكن؟
نعم وبكل بساطة .. لأنه مشاعر .. والمشاعر تبقى ما بقي الإنسان.. بل في خريف العمر أشد حاجة إليه …لأن هذا السن محطة استراحة للإنسان فهو بحاجة للحب ..
هل يحال القلب الى التقاعد تماشياً مع بلوغنا السن القانونية؟
لا .. لأن القلب لا زال ينبض بالحياة ..
هل للمشاعر عمر محدد تموت بعده ويصبح محظوراً عليها أن تحس بالآخر وتتواصل معه؟
لا … يبقى المرأ ينشد الحب في كل الأعمار إلى الرمق الأخير من حياته ..
هل يصبح الحب عيباً حين تشتعل رؤوسنا شيباً فلا تجرؤ أصابعنا على تلمسه في الآخر؟
إذا كان في حدود الحلال لا عيب منه مطلقا .. وإن توهج الشيب .. فهو المعين لتقبل الحياة
هل علينا أن نطفئ ما تبقى فينا من الوهج لنصبح سجناء شيخوختنا القاسية والباردة؟
لا تطفئه أبدا .. فلا يوجد أجمل من مشاعر صادقة حنونة تقيك من ثقل الشيخوخة وكآبتها ..
وأخيراً هل هناك حقيقة موانع فسيولوجية تحول بيننا والحب في عمر معين أم أن الموانع
اجتماعية تقليدية؟
الموانع نحن نصنعها ونجعلها تحول بيننا وبين العواطف والمشاعر ..
الحب نفسه بمشاعره لا تتغير ولكن السلوك في تناول الحب يتغير مثلا :
الشاب المحب تتضح لديه العاطفة لأن شبابه يساعده على ذلك فيتوتر ويغلق ويخاصم ويسهر وهذا بدافع الشباب ..
أما حب الكبير هي نفس العاطفة ولكن فيها تعقل وهدوء وأحيانا تكون كأيام الشباب …
أما المشاعر التي تبدأ متوهجة وتنتهي مثلجة فهناك خلل من أحد الطرفين أصاب العاطفة بالبرود ..
الكبر لا يعني التخلي عن العواطف وأنها أمور تافهة ، لأن الإنسان كله مشاعر فحينما تموت مشاعره فلا خير فيه مع أحد ، كلما امتلئت العاطفة بالحب استطاع
أن يتحرك من خلالها في العبادات والعطاء …
المقارنة ليست بين شرق وغرب .. فالعواطف لا تعرف زمانا ولا مكانا .. وإنما جميل ورائع أن تكون مباحة لأن هناك حلال وحرام ..فالحلال يزين الشيء ويبارك
فيه .. والحرام لا خير فيه …
وليس مهم أن يكون المجتمع مفتوح لنطالع بعضا ونحب بعضا ، فالحب عاطفة وليست شروة أو انتقاء .