تربية الأطفال.. الميول الجنسية


أطفال
ليس من السهل أن نصف الطفل بالانحراف الجنسى لمجرد أنه تصرف تصرفا غير مألوف أو جاء بفعل أو قول ما لا يقره الشرع والتقاليد، المعيار فى ذلك أن يكون هذا السلوك منطبعا على شخصية الطفل ويغلب عليه ويلفت إليه الانتباه باستمرار


الفطرة الجنسية
يولد الطفل وتولد معه الغريزة الجنسية الطبيعية، فالطفل يتلذذ بالرضاعة من ثدى أمه، وهذه بداية ظهور الغريزة الطبيعية ويتلمس أعضاءه ويشعر بتلذذ من فمه وأذنيه وأيضا يتلذذ أثناء التبرز، وتنتقل بعد ذلك الغريزة إلى أماكنها الطبيعية لدى الذكر والأنثى فى الجهاز التناسلى.
فالميول الجنسية لدى الطفل أمر طبيعى وتبدأ فى الظهور منذ الأعوام الثلاثة الأولى، وأحيانا من قبلها فهو يكتشف أجزاء جسمه ويبحث عن كل ما هو خفى من جسده ليتعرف عليه، ولكن تفزع كثير من الأمهات وتتعدد شكواهن من ظهور تلك الاكتشافات ويلجان للاختصاصيين النفسيين: “ابنى يتحسس أعضاءه الجنسية وهو فى الخامسة من العمر فهل هو مضطرب؟” وغيرها من الاستشارات التى تربك الأم والأب وقد تسبب الخوف لدى الطفل، وفى أحيان أخرى تسبب له الاضطراب من الأمور الجنسية أو تساعد على ظهور العقد الجنسية التى ترجع إلى جهل المحيطين بالطفل للأمور الجنسية فى تلك الفترة الهامة فى حياة الطفل وتشكل هويته الجنسية فيما بعد.

للطفل ميول جنسية
هناك سمات ذات طبيعة جنسية لدى الطفل وهذا أمر طبيعى، ولكن لا يلجأ إلى السلوكيات لإشباع الغريزة الجنسية أو البيولوجية كما يفعل الكبار ، ولكن الطفل يلجأ إلى مثل هذه السلوكيات من أجل اكتشاف الذات والتعرف على أعضاء جسده ومحاولة اكتشاف التغيرات الخاصة به.
ولكن هناك مبالغة من بعض الأطفال فى ممارسة هذه السلوكيات وذلك من خلال تأثره بالبيئة المحيطة به من مشاهدة أفلام ومسلسلات أو بعض السلوكيات من الآباء داخل المنزل، فالطفل يحاكى مثل هذه السلوكيات من باب التقليد والاكتشاف، وتسمى هذه السلوكيات سلوكيات مكتسبة أو متعلمة من البيئة المحيطة بالطفل.

سن التقليد
نجد أن الطفل من بداية السنة الثالثة حتى السادسة يحاكى تلك السلوكيات ويقوم بتقليدها لأن تلك الفترة من أهم المرحل العمرية التى تتكون فيها الهوية والميول الجنسية للطفل حسب ما يتعلمه أو يكتسبه من البيئة المحيطة به.

التعامل الصحيح
الآباء والأمهات كثيرا ما يصابون بالعصبية والتوتر والانزعاج على أمور طبيعية يقوم بها الطفل ويهولون الأمر بشكل يسبب توترا لهم ومخاوف لدى الطفل بسبب انزعاج الآباء والأمهات وأحيانا يلجأون إلى العقاب البدنى الذى يعتبر أشد بكثير من تلك السلوكيات وتأثيراتها المختلفة.
فأحيانا ينزعج الآباء من أن الطفل يلعب بأعضاءه الجنسية ويقومون بعقاب شديد للأبن، وهذا خطأ لأن الطفل يكتشف تلك الأماكن أو يحاكى منظرا قد شاهده من خلال بعض الأفلام ويقوم بتقليد هذا المنظر، ولفت نظر الطفل لهذا السلوك بأسلوب عنيف يزيد من تمسكه بهذا السلوك للفت نظر الأهل والاهتمام به أو إثارة جو الضحك والنكات فى المنزل، مما يعزز هذا السلوك لدى الطفل.
ومن المشاكل التى تواجه الأهل أيضا والطفل فى هذا السن التحرشات الجنسية فى الأماكن التى يترك بها الطفل لساعات بمفرده، فيقع فريسه للمنحرفين جنسيا وأخلاقيا، وهذا يسبب ألما نفسيا مبرحا للطفل والأهل على حد سواء وإذا تم معالجة الأمر بحكمة وتعقل وهدوء أعصاب من الأهل وطمأنة الطفل سوف يمر الأمر حسب درجته بهدوء وسلام مع مراعاة تعليم الطفل المحافظة على جسده من التلامس والاحتكاك من الآخرين وكيفية الانتباه لمثل تلك الأمور الهامة، ويتوقف ذلك على وعى الأب والأم وكيفية توصيل المعلومة بتدعيم حب الطفل دون الرهبة والتخويف والتهويل ولكن هناك بعض التحرشات والاعتداءات الجنسية على الطفل تتطلب تدخل الاختصاصى النفسى لتدعيم الطفل والأسرة بأكملها وتوعيتها بالتصرف والسلوكيات المناسبة للتعامل مع تلك الأمور.

ما علينا عمله
-         من المهم أن يتفهم الأب والأم تلك السمات الجنسية والسلوكيات لدى الطفل والتعامل معها بدون قلق أو خوف وتهويل ولكن بحكمة وتعقل.
-         على الآباء والأمهات أن يراعوا سلوكياتهم داخل المنزل فى القول والفعل أمام الأطفال. عندما يرى الأب أو الأم سلوكا جنسى لدى الطفل مثل مداعبة أعضاءه التناسلية أن يتعاملا بهدوء ويدعمانه اللعب بألعاب شائقة ويلفتان نظر الطفل إلى عمل سلوكى آخر دون استخدام الصوت العالى أو العقاب.
-         عندما يحدث أمر من أمور التحرش الجنسى لابد من الآباء أن يتعاملوا مع الأمر بحكمة ويأخذوا الاحتياطات الواجبة بتعقل ويتحدثوا مع الطفل حسب درجة استيعابه والمرحلة السنية التى يمر بها وإذا كان الأمر مشكلة لابد من التوجه إلى الاختصاصى النفسى المتخصص فى المشكلات السلوكية لدى الأطفال لتقييم الأمر.
-         لابد من المام الأب والأم بالثقافة الجنسية وقراءة الكتب العلمية فى هذا الموضوع ولابد من الاستماع للأبناء عند مناقشة تلك المواضيع والتحدث معهم برفق وتدعيم والبحث عن الإجابات العلمية التى تجيب عن أسئلتهم بهذا الشأن.
-         لابد من غرس القيم الدينية وتوعية الأولاد بدينهم وآداب هذا الدين قولا وفعلا وتدعيم القيم الحميدة والأخلاق لدى الأطفال.
-         عدم ترك الأولاد بالساعات مع أشخاص غرباء .
-         التعرف على العالم المحيط بالطفل بعيدا عن التطفل وخرق خصوصيته فلابد من التعرف على أصدقاء الطفل ومع من يلعب وماذا يشاهد وماذا يقرأ من خلال تدعيم العلاقة مع الطفل ومصاحبته.
د. أحمد فخرى هانى -استشارى علم النفس البيئى وعلاج الإدمان بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس

شاركنا